من أسقط مبارك ؟‏!...

وكالة نادي المراسلين الشباب للأنباء

رمز الخبر: ۹۱
تأريخ النشر:  ۱۲:۰۱  - الخميس  ۳۱  ینایر‬  ۲۰۱۳ 
س‏:‏ من الذي أسقط حكم مبارك ؟ ج‏:‏ الذي أسقط حكم مبارك هو الثوار؟‏!‏ إجابة غير دقيقة بالمرة‏..‏ لماذا ؟

فبعيدا عن شجاعة هؤلاء وتضحياتهم ودمائهم ونبل مقصدهم, إلا أن الذي أسقط هذا الحكم فعليا وبسرعة هو( تخلي) الغرب وفي مقدمته( أمريكا) عن مبارك ونظامه( فجأة) في غمار ثورة( تم تدبيرها بليل) ثم استجابت لها جموع المصريين الطيبين الأنقياء,وليس سبب الاطاحة بهذا النظام هو الثورة التلقائية المجردة وحدها, وكفانا سذاجة وضحكا علي الذقون!!
ولذا, فإن هؤلاء الثوار الأبرياء الذين يندفعون بين الحين والحين إلي الشوارع والميادين, حاملين أرواحهم علي أكفهم, معتقدين أن التاريخ حتما سيعيد نفسه إذا هم نزلوا, فإذا بالشرطة تهرول وتنسحب من أمامهم, ثم إذا بوحدات من الجيش تتوافد زمرا إلي المشهد, فيعتلي المواطنون ظهور الدبابات والمركبات فرحين مهللين, ثم إذا بالسيد عمر سليمان( رحمه الله) يبعث من مرقده, فيخرج علي الناس ليلا معلنا تخلي الرئيس مرسي( هذه المرة) عن مهام منصبه, فتنطلق الشماريخ والألعاب النارية لتضيء سماء البلاد فرحا وابتهالا!!
إن هؤلاء بحق ترهقهم السذاجة!!
فصحيح أن الناس(في المرة الأولي) اندفعت تباعا في الشوارع, تعبر عن سخطها, كل يحمل أسباب احباطاته وآمال ثورته هو التي في رأسه, والتي اتضح فيما بعد أنها مختلفة تماما عن ثورات الآخرين, ولكن هذا لا ينفي فكرة وجود مدبر للشرارة, وأرجوك ألا تستخف بعقلي أو بعقلك فتذكرلي( أسماء سميتموها) مجهولة تماما آنذاك ولم تزل أطلت بدعوتها الثورية من الفيسبوك أو خلافه فحركت في لمح بالبصر ما عجزت ثلاثة عقود كاملة عن تحريكه; ذلك لأنه لو كانت دعوات الفيسبوك تحرك ثوارت الشعوب, لما استقر نظام واحد في هذا العالم... فكفانا أرجوك!!
أخي إن النظام العالمي له صاحب أو بمعني أدق له( مايسترو), وإن كنت لاتصدقني, دعني استعير بعضا من كلمات متوهجة منيرة أطلقتها السيدة كلينتون في قلب الكونجرس قبل أيام من غروب شمسها الوضاحة عن مبني الخارجية الأمريكية:(.. إن واشنطن لا يمكن أن( تسمح) بأن يصبح شمال مالي ملاذا آمنا للانفصاليين الإسلاميين بحيث يمثلون لاحقا تهديدا مباشرا للمصالح الأمريكية)!! ثم أردفت سيادتها وهي تحبس دموعها( بحسب التقرير) ردا علي اتهامها بالتقصير في توفير الحماية اللازمة للبعثة الدبلوماسية الأمريكية في بنغازي أنه( علي أعضاء الكونجرس ألا يستخدموا هذا الهجوم كذريعة للانسحاب من العالم)!! يا سلام!!
ثم يا لها من ملاحظة عبقرية بحق حين لفتت كلينتون أنظار العالم كله في معرض حديثها إلي أن المتشددين الجزائريين( استخدموا أسلحة مهربة من ليبيا في الهجوم علي منشأة الغاز الجزائرية)!! بل وأضافت مشكورة( أن عناصر تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي داخل مالي لديهم( أيضا) أسلحة من ليبيا)!! معقول يا كلينتون ؟
ولكن السيدة كلينتون لم تفصح لنا للأسف عن ماهية هؤلاء الذين( أمطروا) ليبيا بالسلاح من كل صنف ونوع( في غفلة) من أمريكا إبان الثورة علي القذافي, إلي درجة بلوغ ليبيا حد التشبع وانطلاقها بعد ذلك إلي آفاق( تصدير) هذه الأسلحة إلي( كل)الدول المجاورة, تلك الدول التي ثارت( تلقائيا) تأثرا بدعوات علي( الفيسبوك) ؟! فهل تري( الفيسبوك) هو الذي أرسل السلاح إلي ليبيا ومن بعدها سوريا أيضا ؟! أم تري السماء تمطر سلاحا لثوار العالم تلقائيا من المزن الثقال ؟!
أخي, إن أبجديات البداهة تجعل من( لا يسمح) هو نفسه الذي( يسمح), ومن ثم فإن ما لم يحدث هو ما لم يسمح به, وما حدث هو ما سمح به!!
وليأذن لي ثوار مصر, إن أمريكا والغرب لايرون ما يحدث في بر مصر الآن من منظور ثوري بالمفهوم الذي( يسمحون هم به), وإنما هم يرونه من منظور(أعمال شغب) وقلاقل شعبية لا ذكر لها في سجلات أولوياتهم الممنهجة( المدروسة)!!
.. باختصار, إن ما يحدث الآن في نظرهم هو مجرد سلسلة من( هوجات) ليس لها صاحب, ألا تري أنها تتأجج علي يد( صبية) دون مطلب واحد أو حتي شعار؟!
فليهدأ إذن النافخون في الكير من حولها وليوفروا نداءاتهم المجهدة في الفضائيات والصحف والميادين والشوارع التي حولت حياتنا إلي جحيم لا جدوي منه; ذلك لأنه لا حياة لمن تنادي, ولأنه لا يدفع ثمنها الباهظ يوميا سوي الأبرياء من( الصغار)!!
رأیکم